العدو الإسرائيلي لن نسمح بوجود قوات سورية في جنوب دمشق
أكد رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يوم أمس الأحد، أن حكومته لن تسمح لقوات الإدارة السورية الجديدة بالانتشار جنوب العاصمة دمشق، داعيا في خطاب ألقاه أمام دفعة جديدة من ضباط جيشه في حولون في جنوب تل أبيب، إلى جعل جنوب سوريا منطقة منزوعة السلاح.
وقال “لن نسمح لقوات تنظيم هيئة تحرير الشام أو للجيش السوري الجديد بدخول المنطقة جنوب دمشق”، مضيفا أن قوات الاحتلال “ستبقى في منطقة جبل حرمون ومحيطها لفترة غير محددة زمنيا لحماية بلداتنا ومواجهة أي تهديد”.
ومع سقوط بشار الأسد في الثامن من ديسمبر الماضي، انتشر جيش الاحتلال في المنطقة العازلة منزوعة السلاح في الجولان في جنوب غرب سوريا عند تخوم الهضبة التي احتلتها إسرائيل في العام 1967 وضمتها في 1981.
وشن جيش الاحتلال منذ سقوط الأسد مئات الضربات على المواقع العسكرية للحكم السابق في سوريا، مؤكداً أنه يريد منع أن تسقط الترسانة في أيدي قوات الإدارة الجديدة.
ولا تزال حكومة الاحتلال تنظر بعين الريبة للقيادة السورية الجديدة وتخطط لإبقاء قوات جيش الاحتلال في سوريا بما يشمل إقامة منطقة سيطرة تحسبا لأي طارئ.
وقال مسؤولون إسرائيليون، إن دولة الاحتلال ستحتاج إلى الحفاظ على محيط تشغيلي يبلغ 15 كيلومترا (9.3 ميلا) داخل الأراضي السورية، حيث سيحافظ جيش الاحتلال على وجود لضمان عدم تمكن حلفاء النظام الجديد من إطلاق الصواريخ باتجاه مرتفعات الجولان.
وأشاروا أيضا إلى ضرورة وجود “منطقة نفوذ” تمتد لمسافة 60 كيلومترا (37 ميلا) داخل سوريا، تحت سيطرة الاستخبارات الإسرائيلية لمراقبة ومنع تطور التهديدات المحتملة..
ويسعى جيش الاحتلال من هذه التحركات إلى تحقيق أهداف استراتيجية، كالسيطرة على جبل الشيخ، وباتت تأخذ أهدافاً سياسية، وتتركز التوغلات في محافظتي القنيطرة ودرعا، فيما قام جيش الاحتلال بالبدء بإنشاء قواعد عسكرية، حسب صور أقمار اصطناعية نشرتها صحيفة “واشنطن بوست” الأميركية.
وقال وزير حرب الاحتلال يسرائيل كاتس في تصريحات سابقة من هذا العام، إن التهديدات التي تواجهها دولة الاحتلال من سوريا لا تزال قائمة رغم النبرة المعتدلة لقادة قوات المعارضة الذين أطاحوا بالرئيس بشار الأسد قبل أسبوع، وذلك وسط إجراءات عسكرية (إسرائيلي)ية لمواجهة مثل هذه التهديدات.
وتابع في بيان موجه لمسؤولين يدققون في الميزانية الدفاعية “المخاطر المباشرة التي تواجه البلاد لم تختف والتطورات الحديثة في سوريا تزيد من قوة التهديد، على الرغم من الصورة المعتدلة التي يدعيها زعماء المعارضة”.
في وقت سابق، قال الرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع حين كان قائدا عاما لإدارة العمليات العسكرية، إن دولة الاحتلال تستخدم ذرائع كاذبة لتبرير هجماتها على سوريا، لكنه ليس مهتما بالانخراط في صراعات جديدة في الوقت الذي تركز فيه البلاد على إعادة الإعمار.
وقاد الشرع هيئة تحرير الشام الإسلامية التي قادت فصائل مسلحة أطاحت بالأسد من السلطة يوم الأحد الماضي، منهية حكم العائلة الذي استمر خمسة عقود من الزمن.
ومنذ ذلك الحين، توغل جيش الاحتلال داخل منطقة منزوعة السلاح في سوريا أقيمت بعد حرب عام 1973، بما في ذلك الجانب السوري من جبل الشيخ الاستراتيجي المطل على دمشق، حيث سيطرت قواتها على موقع عسكري سوري مهجور.
وقالت إنها تدمر الأسلحة الاستراتيجية والبنية التحتية العسكرية لمنع استخدامها من قبل جماعات المعارضة المسلحة التي أطاحت بالأسد من السلطة، وبعضها نشأ من رحم جماعات متشددة مرتبطة بتنظيم القاعدة وتنظيم الدولة الإسلامية.
ونددت عدة دول عربية، بينها مصر والسعودية والإمارات والأردن، بما وصفته باستيلاء الاحتلال على المنطقة العازلة في هضبة الجولان.
وقال الشرع في مقابلة سابقة نشرت على موقع تلفزيون سوريا، إن الوضع السوري المنهك بعد سنوات من الحرب والصراعات لا يسمح بالدخول في أي صراعات جديدة، مضيفا أن الأولوية في هذه المرحلة هي إعادة البناء والاستقرار، وليس الانجرار إلى صراعات قد تؤدي إلى مزيد من الدمار.
وذكر أن الحلول الدبلوماسية هي السبيل الوحيد لضمان الأمن والاستقرار “بعيدا عن أي مغامرات عسكرية غير محسوبة”.
وتعمل قوات الاحتلال حاليا في سبع قرى في الجولان السوري، بعضها خارج القنيطرة. وتعتزم تلك القوات البقاء في المنطقة حتى يتسنى تسليمها إلى “كيان دولة قائم ومحدد” لمنع الإدارة السورية من السيطرة.