الصماد.. علامة فارقة وظاهرة غير متكررة بين نهج الحرية وآدمية المواطن !
علي سيف الرعيني
سنوات مرت على رحيل الشهيد صالح بن علي الصماد-سلام الله ورضوانه عليه-
ولا يزال حبه يملأ الدنيا شذى ووطنية.. لا تزال صورته في العيون ومكانته في القلوب وعبقرية وجوده تملأ الأفئدة ولا يزال صوته يدوي في الأسماع.
لم يكن (الصماد) رجل دولة ولا رئيسا عاديا في عيون التاريخ بل كان ملهما وصاحب رسالة لأمة بأسرها وليس للشعب اليمني فحسب، بل وجماهير غفيرة من بلدان إسلامية وعربية عشقته وأحبت جسارته ووطنيته.
(الصماد) كان علامة فارقة وظاهرة غير متكررة بين نهج الحرية وآدمية المواطن وعهد الاستعباد العصري ومجتمع يتجه إلى الخنوع والخضوع.
(الصماد) جعل اليمني يفاخر بوطنه، فكان عهده عهد السيادة الوطنية واجه (الصماد) المؤامرات بجسارة كما حارب الظلم والاستبداد والتآمر الدولي الرخيص المتمثل بدول العدوان الخارجي.
اشتهر الصماد بإنسانيته الرائدة مع البسطاء ومع اليمنيين، وقد كان كلام الصماد في خطبه من القلب فيدخل القلوب ويحتل العقل! ورغم مرور سنوات على رحيله إلا أن نهر الحب للصماد سلسبيلا متدفقا دافقا فصورته حاضرة في الوجدان والعقل اليمني، فهو كان ولا يزال رمزا عصيا على الغياب رغم المؤامرات- التي تحدق باليمن والعدوان الغاشم لم يتوان، بل أسس نهجا وفكرا لأمة يمنية كاملة
ومن ثورة الواحد والعشرين المجيدة تفجرت العديد من ينابيع الوطنية والولاء لهذا الوطن المعطاء.
لقد كان الصماد صاحب رسالة اضاءت وانارت للدنيا سبل الحرية والكرامة والعزة، أسس لبناء دولة حقيقية خالية من الفساد ومستقلة تماما عن تبعية دول التحالف والاحتلال الممنهج من العدوان بدا بتأسيس دولة لها كيانها وخصوصياتها ورشدها وكمالها في ظل القيادة الراشدة لإعلام التقوى بقيادة قائد الثورة السيد/عبدالملك بدر الدين الحوثي -رضوان الله عليه- وكانت بداية انطلاق كقوة عظمى في وجه الاستعلاء ودول الاستعمار وأثرى الصماد الحياة وغذى شرايين اليمنيين بالوطنية والانتماء والحب والانتماء والعشق لتراب الوطن وذرات رماله والخوف عليه، فكان الجميع يعزف معزوفة الحب والانتماء والوطنية والإخلاص وخرج اليمني من قممه يزرع ويصنع ويبدع ويعلم العالم عظمة الإنسان اليمني صاحب الحضارة.
لقد تمثلت في عهد الصماد رفعة وعظمة القيم فساد الوئام بين الجميع وما أحسب الا ان الأرض أيضا عزفت مع المواطنين الحب والعطاء!!!
كان (الصماد) نبض عقله.. وقلبه الإنسان البسيط ومتطلبات. حياته من: سكن تعليم صحة عمل ..فلا يطوله زيف أو تطرف.
وخلال، فترة حكمه.. لبلاد (الموكا) كما كان يسميها المستشرقون) ورغم الحصار من قبل دول العدوان عاش المواطن اليمني العادي في مظلة الرعاية الاجتماعية والأمن والسلام البيتي والبيئي فأوجد اليه للتنظيم في السكن والتعليم والعمل والخدمات الصحية لخدمة المواطن ورعايته وهو صاحب فكرة برنامج (يد تحمي ويد تبني).
أقام الصماد صرح الحرية والانتماء بحبه الدافق للإنسانية والحرية ولليمن نبضه وعين وجوده فحقق الكثير وبدأ بالإصلاح الزراعي واتجه للإصلاح الداخلي للمؤسسات والذي أصبح شاهدا على عظمة فكره ونضجه وحسه الوطني. ورؤيته الثاقبة لمستقبل الوطن..
وهو بحق نور وضياء وضاء وبطل العدالة كما اطلق عليه الكثير ممن عرفوا قدره؛ ودوره!
سلام على الصماد يوم ولد ويوم رحل عن دنيانا ويوم يبعثه الله حيا!!
ولعل ما نشهده اليوم من تطور عسكري وبناء مؤسساتي إنما تأتي بلورة لأهداف ثورة الـ21 من سبتمبر المجيد واستكمالا لما بدأه المشروع الصمادي .. ها هي ثماره اليوم يانعة، وبالتالي فإن رئيس المجلس السياسي الأعلى فخامة الرئيس/مهدي المشاط، أراه قد عقد العزم على استكمال البناء التنموي والمؤسسي وإقامة الدولة اليمنية بخطوات ثابتة!!