السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي: القرآن الكريم كتاب هداية وليس كتاباً تاريخياً
أوضح السيد القائد أن القرآن الكريم ليس كتاباً تاريخياً، أو يُقدِّم العرض والسرد التاريخي كما هي الكتب التاريخية، أو يقدم القصص كذلك كما هي الكتب المتخصصة في هذا المجال، وأن القرآن الكريم أكبر وأهم من كل ذلك، وأنه كتاب هداية.
وتلى السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي في بداية المحاضرة الرمضانية الثانية قولة تعالي {وَلَقَدْ صَرَّفْنَا لِلنَّاسِ فِي هَذَا الْقُرْآنِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ فَأَبَى أَكْثَرُ النَّاسِ إِلَّا كُفُورًا}[الإسراء:89]، مبيننا بأن الْقُرْآنِ ورد فيه القصص والأنباء في نماذج معينة مختارة بهداية الله، وأن الله اختار لنا احسن القصص التي تتضمن دروساً مهمة نحن في أمسِّ الحاجة إليها، وتعرض لنا حقائق مهمة، وتعرض لنا السنن الالهية، وهذا من أهم ما في القصص القرآني.
وقال السيد القائد أن القرآن الكريم هو كتاب هداية؛ ولذلك قدَّم الله لنا فيه نماذج متنوعة من القصص والأحداث التاريخية، وقدمه كأسلوب من أساليب الهداية، ولذلك ضمَّنه الكثير من الدروس والعبر، وعرض فيه الكثير من الحقائق المهمة جداً.
واستعرض السيد القائد مميزات القصص القرآني، وفي مقدمة هذه المميزات أنه من الله، الذي قصَّ علينا تلك النماذج من القصص هو الله “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى”؛ وبالتالي فهي حقٌّ، وكذألك أنها قصصٌ واقعية، ليست خيالية، بل هي أمثلة من الواقع، وهذا يمنح الإنسان الثقة تجاه تلك القصص.. كما أنها غنية بالدروس والعبر، في عرض الحقائق، في عرض المفاهيم، في تصحيح التصورات، في الجانب التربوي لها، في جوانب كثيرة ومهمة في بيان السنن الإلهية.
وأضاف السيد القائد أن من مميزات القصص القرآنية العرض الراقٍ جداً، على مستوى الأسلوب، والتعبير، والطريقة، وعرض فيه هداية بكل ما تعنيه الكلمة، وسليم من كل المؤثرات السلبية. كما أنه يقدِّم لنا جوانب نفسية، ولكن ليس من باب التخمين والتقدير؛ وإنما من باب الحقيقة.
وقال أن التنوع في القصص القرآني هو كذلك مهمٌ، وغنيٌ، ومفيدٌ جداً، نماذج من قصص الأنبياء، مجموعة كبيرة من أنبياء الله ورسله، وكذلك حتى هذا الجانب في قصص الأنبياء، فيه أيضاً نماذج لظروف مختلفة، وأحوال مختلفة، ومقامات متنوعة ومنها، نماذج من قصص المؤمنين ، وقصص النساء، وكذلك قصص عن الأقوام والأمم.
وأكد السيد القائد أن بين أيدينا رصيدٌ هائلٌ من الأحداث، من التجارب في الواقع البشري، وهو ما يمكن أن نستفيد من هذه التجارب الواقعية في حياتنا اليومية، كما أنها تُقدِّم لنا الدروس المهمة، التي تزيدنا حكمةً، ورشداً، وبصيرةً، ووعياً، وفهماً، وتَجَنُّب المزالق في هذه الحياة.