السيد القائد: الدرس الكبير من ذكرى الهروب المذل للمارينز الأمريكي، أن الشعوب تنتصر عندما تتحرك بإرادة صادقة وتوكل على الله
ـ حريتنا دين وعزتنا إيمان ولن نخضع إلا لله تعالى ونحن نعتمد عليه ونتوكل عليه ونثق به
ـ كان تواجد الأمريكيين في صنعاء في موقع الآمر الناهي المسيطر النافذ
ـ المصالح هي الاعتبار الأول بالنسبة للأمريكي والذي يتحرك على أساسه ويتعامل من خلاله مع البلدان
أكد السيد القائد على أن هروب المارينز الأمريكي من صنعاء نعمة كبيرة من الله ونصر عظيم وإنجاز كبير للشعب اليمني.
وقال السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي في كلمة له عصر اليوم الثلاثاء بذكرى الهروب المُذل للمارينز الأمريكي من العاصمة صنعاء، نتوجه بالحمد والشكر لله الذي حقق لشعبنا اليمني المسلم العزيز الانتصار العظيم بالهروب المُذل للمارينز الأمريكي من صنعاء.
وأشار السيد القائد إلى أن هروب المارينز من صنعاء فشل للمشروع الأمريكي في السيطرة التامة على بلدنا بكل ما يترتب عليها من نتائج ، وأن هروب المارينز الأمريكي من صنعاء كان ثمرة كبيرة ومهمة لثورة الحادي والعشرين من سبتمبر، والخلاص من الهيمنة الأمريكية والسيطرة الأمريكية حفظ لشعبنا العزيز كرامته الإنسانية.
وأضاف: لا يمكن لأي شعب في كل الدنيا أن يكون حرا في الوقت الذي تسيطر أمريكا عليه في كل شؤونه، مشيرا إلى أن الخلاص من الهيمنة الأمريكية حفظ لشعبنا العزيز كرامته الإنسانية وحريته واستقلاله وحفظ له أيضا لشعبنا عزته الإيمانية، مؤكدا بأنه لا يمكن أبدا أن تجتمع العزة الإيمانية لشعب مسلم مع سيطرة الأمريكيين عليه وتدخلهم في كل شؤونه ومساعيهم لطمس هويته.
تواجد الأمريكيين في صنعاء في موقع الآمر المسيطر
ولفت السيد القائد بالقول: لا يليق بشعبنا العزيز أن يكون في صنعاء حفنة من المجرمين الأمريكيين بكل ما هم عليه من كفر وإجرام وحقد وفسق وفجور، وأن شعبنا العزيز الذي هو أكثر الشعوب محافظة على القيم الدينية والأخلاقية والإنسانية حتى في أعرافه وعاداته وتقاليده.
وأشار السيد القائد إلى أن الأمريكيين يتبنون الشذوذ الجنسي والمفاسد الأخلاقية ويسعون للترويج لها ويجعلون ذلك من أولوياتهم العملية في أي بلد يسيطرون عليه، وأن النعمة عظيمة على شعبنا العزيز في تحرره من الهيمنة والسيطرة الأمريكية مجددا التأكيد بأن هروب المارينز الأمريكي من صنعاء يعني فشل المشروع الأمريكي في السيطرة على بلدنا.
وأضاف بالقول: كان تواجد الأمريكيين في صنعاء في موقع الآمر الناهي المسيطر النافذ الذي يصغي له كل المسؤولين في الصف الأول، وأن برنامج الأمريكيين كان أن يتجهوا ببلدنا إلى حافة الانهيار في كل المجالات، مشيرا إلى أن الأمريكيون استثمروا في الأزمات السياسية داخل بلدنا وعملوا على تأزيمها أكثر وأكثر، وأنهم عملوا على انهيار القوة العسكرية لبلدنا وأن يعززوا سيطرتهم العسكرية من خلال القواعد.
واستطرد السيد القائد قائلاً: لو استمر التواجد الأمريكي في صنعاء لكانت قواعدهم قد انتشرت في كل المواقع الاستراتيجية في اليمن، وأن الأمريكيون كانوا يتجهون باليمن نحو الانهيار الاقتصادي التام بالرغم من توفر الموارد الاقتصادية، ولم يكن في حالة حصار أو حرب معلنة، وقد عملوا على اختراق جوانب التعليم والصحة والقضاء وكانوا ينخرون مؤسسات الدولة بكلها، وكذلك عملوا على اختراق الحالة الشعبية داخل بلدنا وحاولوا أن يتحكموا حتى بالخطاب الديني، كما عملوا على إحكام سيطرتهم التامة على بلدنا بما يخدمهم هم ويحقق مصالحهم، وبما فيه الشر والخسران التام لشعبنا العزيز.
وأشار السيد القائد إلى أن العمل على الخلاص من السيطرة الأمريكية على بلدنا كان ضرورة بكل الاعتبارات، ومن كان لديهم توجهات أخرى مبنية على أساس الاسترضاء للأمريكي هي توجهات غبية بكل ما تعنيه الكلمة، وأن الأمريكي استفاد بشكل كبير من توجه السلطة آنذاك وبعض الأحزاب التي سعت إلى استرضائه.
الأطماع الأمريكية واضحة
وأشار السيد القائد إلى أن من ينظرون إلى الأمريكي أنه فاعل خير وجهة يمكن الاعتماد عليها لتحقيق المصالح والمكاسب فنظرتهم غبية وخاطئة، وأن التوجه الحقيقي بالنسبة للأمريكي هو يعتمد على السيطرة بطمع وبحقد ويستخدمون أي خطط وأساليب لتحقيق هذا الهدف، مؤكدا بأن الأمريكي يحمل الطمع تجاه بقية البلدان ويسعى على الاستحواذ بالدرجة الأولى وأن يحظى دائما بنصيب الأسد من كل ثروات البلدان ومصالحها، مشيرا إلى أن هناك شواهد على الطمع الأمريكي عندما نسمع ما يقوله ترامب ويعبّر به عن الأطماع الأمريكية حتى في بلدان غير إسلامية.
وتابع: الأمريكيون يعتبرون هذه الأمة أكلة ووجبة ويعتبرون من يملك الثروات الهائلة منها بقرة حلوبا، مشيرا إلى أن ترامب يعبّر عن التوجهات الأمريكية بشكل صريح ومكشوف، لأن العادة في الأسلوب الأمريكي هو اعتماد الخداع وأن يكون هناك غطاء بعناوين زائفة، وأن ترامب يعبّر عن التوجهات الأمريكية بشكل صريح ومكشوف، لأن العادة في الأسلوب الأمريكي هو اعتماد الخداع وأن يكون هناك غطاء بعناوين زائفة .
ولفت السيد القائد إلى أن الأمريكيون يجيدون نهب الشعوب والاستئثار بخيراتها ويعطون لذلك عناوين زائفة، وأن ترامب يتحدث بصراحة ولا يتحمل أن يقدم تلك العناوين التي تغطي الأهداف الحقيقية للأمريكي، مشيرا إلى أن الفارق أن ترامب يتحدث بصراحة، وإلا فالواقع يشهد على الطمع والشجع الأمريكي في كل المراحل.
وأكد أن الأمريكيون يتعاملون باستغلال إلى أقصى حد، ويعتبرون الانبطاح أمامهم والقبول بهم فرصة ثمينة لإحكام سيطرتهم، وأنهم لا يتعاملون باحترام مع الآخرين ليقابلوا الإيجابية بمثلها، مجددا التأكيد على أن الأمريكي متوحش ومستكبر ومفلس من الأخلاق والقيم وجشع جدا ويعمل على استغلال البلدان دون اعتبار حقوقها وحريتها .
وشدد على المصالح هي الاعتبار الأول بالنسبة للأمريكي والذي يتحرك على أساسه ويتعامل من خلاله مع البلدان ومع أمتنا الإسلامية، وأن الأمريكي مع الطمع يحمل الحقد والنظرة المستهترة، وليس للمسلم عنده أي قيمة سواء كان عربيا أو غير عربي، مشيرا إلى أن التودد للأمريكي والاسترضاء له لا يقرب من الأمريكي لينظر نظرة إيجابية ومحترمة، إنما ينظر لمن يتودد له نظرة محتقرة بشكل أكثر.
المشروع الأمريكي الإسرائيلي يستهدف أمتنا
وجدد السيد القائد التأكيد بأن المشروع الأمريكي الإسرائيلي هو مشروع تدميري عدواني يستهدف أمتنا استهدافا خطيرا بهدف احتلال رقعة جغرافية كبيرة من بلدان أمتنا، وأن المشروع الأمريكي الإسرائيلي يسعى إلى مصادرة المقدسات، ليس فقط المسجد الأقصى بل ومكة والمدينة هي جزء من المشروع الصهيوني.
وأكد السيد القائد بأن المشروع الصهيوني واضح في كل أدبياته، كتابات، كتب، مؤلفات، خطط، تصريحات، حقائق واضحة وليست مسألة ادعاء أو اتهامات، وأن الصهاينة يصرحون بسعيهم للسيطرة المباشرة والاحتلال المباشر على رقعة جغرافية كبيرة من هذه الأمة تحت عنوان “إسرائيل الكبرى”.
وأشار إلى أن المشروع الصهيوني في أهدافه هو مشروع كبير وخطير جدا وصعب التنفيذ لأنه تدميري جدا ويستهدف أمة بأكملها، ولكن هم يعملون على تنفيذه من خلال مراحل، وأن المشروع الصهيوني يريد من بقية البلدان أن تبعثر وتُجزأ وتكون خاضعة للسيطرة الأمريكية وفي وضعية من الضعف والبعثرة والشتات والغرق في الأزمات والتناحر تحت كل العناوين، وأن المواقع الجغرافية الأكثر مناسبة للقواعد العسكرية تكون لصالح الأمريكي والإسرائيلي وحتى الثروة البشرية بالشكل الذي تفيد الأمريكي والإسرائيلي.
الأعداء يستهدفون أمتنا وخاصة الشباب
وأكد السيد القائد أن العدو يسعى لسلب الأمة من كل ما هو معنوي من مبادئ وقيم، من كل الهدى الإلهي الذي يمكن أن يبنيها لتكون بمستوى المواجهة، وأن الأعداء يستهدفون كل ما يمكن أن يبني هذه الأمة لتحظى برعاية من الله ونصره ولتكون في مستوى إعاقة المشروع الصهيوني، وأن جزء كبير من نشاط الأعداء يستهدف الأمة على المستوى الثقافي والفكري على مستوى الإضلال والإفساد والتمييع الأخلاقي.
ولفت السيد القائد إلى أن الأعداء يستهدفون أمتنا وخاصة الشباب بالحرب الناعمة ومن خلال نشر الفواحش والرذائل والمخدرات والخمور، والأمريكي يستخدم التعليم للإضلال ويخترق الإعلام للتأثير على الرأي العام لكي يحمل التصورات التي تخدمه، وأن التوجه الأمريكي يشكل خطورة على كل أمتنا بدون استثناء، وإن كانت الخطورة تستهدف بلدانا معينة بشكل أكبر، لكنه يؤجل استهداف البقية لمراحل قادمة.
وأضاف: المشروع الصهيوني تدميري وعدواني لا يمكن التأقلم معه، وسيخسر أي شعب يريد أن يتأقلم معه في دنياه وآخرته، ومن يريد أن يتأقلم مع المشروع الصهيوني سيخسر كرامته الإنسانية وعزته الإيمانية وستطمس هويته.
وقال السيد القائد أن الكثير من أبناء أمتنا ينظرون إلى الأمريكي على أنه مختلف عن الإسرائيلي، والحقيقة أنهما وجهان لعملة واحدة في التوجه العدواني والمطامع، وأن الأمريكيون يؤمنون بالمشروع الصهيوني، وفي الوقت نفسه هو يتأقلم مع أطماعهم وأهوائهم ورغباتهم الاستعمارية.
وتابع السيد القائد: كل السياسات التي تُبنى على نظرة غبية غير واقعية عن الأمريكي هي سياسات تخدم الأمريكي، وأن تلك السياسات تفيد الأمريكي من جهتين، في استغلاله لبعض من الأنظمة والمكونات والقوى التي تحمل هذه النظرة الغبية، ثم تتجه لتتأقلم مع الأمريكي وتتعاون معه.
سياسة الاسترضاء للأمريكي
وأشار السيد القائد إلى أن في تصور من يتبنى سياسة الاسترضاء أنه يمكن أن يقفوا مع الأمريكي ويوالوه ويتحالفوا معه ويتجهوا بالعداء الشديد تجاه أبناء أمتهم، وأن الأمريكي يستغل من يسترضونه ويعتبرهم سذجا وأغبياء، ويستغلهم إلى حين الاستغناء عنهم، وفي تلك المرحلة لن يرعى لهم أي جميل أبدا، مؤكدا بأن الأمريكي يستغل البعض من أبناء أمتنا وصولا إلى مرحلة الاستغناء عنهم، مضيفا بأن هناك من أبناء أمتنا من راهنوا على الأمريكي وقبله البريطاني وخسروا في نهاية المطاف.
وأضح السيد القائد بأن هناك من الزعماء العرب من تعامل مع الأمريكي، وحين كانت المصلحة الأمريكية بالتخلص منهم فعلوا ذلك بكل سهولة، وعندما يتخذ الأمريكي قرارا عدوانيا بالحظر الاقتصادي ضد أي بلد، نرى العرب يلتزمون به أشد من التزامهم بالقرآن مع الأسف.
وأضاف السيد القائد أي توجه أمريكي عدائي ضد بلد ما تتحرك وسائل الإعلام في العالم العربي ومعظم العالم الإسلامي معه، ولذلك تعطي فاعلية للتوجه الأمريكي، وكان الموقف في العالم العربي والإسلامي الذي تجلى من معركة طوفان الأقصى ما بين متواطئ ومتخاذل في معظمه، مؤكدا بأن الأمريكيون يتخلون عمن يقف معهم والشواهد على ذلك كثيرة، مشيرا إلى أن البعض من أبناء أمتنا يتجهون بسبب النظرة الغبية إلى أن يفتحوا للأمريكي كل الأبواب وأن يتوغل في كل المجالات.
ولفت السيد القائد إلى أن البعض من أبناء أمتنا يُمكِّنون الأمريكي من بلدانهم حتى يصل بهم في نهاية المطاف إلى الضياع بعد أن يسلبهم كل مقومات المناعة والتماسك والثبات، ومن الإشكالية الكبيرة في واقع أمتنا أنها تفتح الباب أمام الاختراق الأمريكي لبلدانها وشعوبها ليعمل على تحويل بوصلة العداء عنه ويصل إلى أهدافه بسهولة، وفتح الأبواب أمام الأمريكي هي التي تعطي له إمكانية التأثير في داخل الأمة بشكل كبير.
النظام السعودي
وقال السيد القائد في الوقت الذي اتجهت أمريكا بكل إمكاناتها إلى درجة المشاركة مع الإسرائيلي في الاستهداف للشعب الفلسطيني في غزة، المحيط العربي ظل يتفرج بدون أي موقف عملي جاد.
وأشار السيد القائد إلى أن النظام السعودي الذي استضاف قمما عدة لإصدار بيانات، انتهى الأمر ولم يتخذ إجراء بحظر أجوائه ومطاراته على الطيران الإسرائيلي، وهي خطوة كان بإمكانها أن يعملها
وقال السيد القائد أن العدوان على أشده في قطاع غزة، والصهاينة ينشرون مشاهد فيديوهات من الرياض ومن أماكن متعددة في السعودية وهم يرقصون ويلعبون!!، مشيرا إلى أنه وأمام العدوان الإسرائيلي على غزة كان بإمكان النظام السعودي إلغاء تصنيفه لحركة حماس وللمجاهدين في فلسطين بالإرهاب
وتابع السيد القائد: كان على السعودية أن تلغي تصنيف حماس والمجاهدين في فلسين بالإرهاب، وأن تفرج عن معتقلي حماس المظلومين، وأن المعتقلون من حماس في السعودية ليس لهم أي ذنب، ولم يفعلوا بالنظام السعودي أي شيء، وإنما لموقفهم ضد العدو الإسرائيلي.
وأضاف بأن السعودية لم تتخذ حتى الخطوات البسيطة، لأن الأنظمة العربية لم تملك الإرادة لأن تتخذ أي موقف عملي وليس مجرد بيانات، مؤكدا بأن الأنظمة العربية لم تجرؤ أن تجتمع في موقف موحد، وتفرض إيصال الغذاء إلى الشعب الفلسطيني الذي يتضور جوعا في قطاع غزة. وأن الأنظمة المطبعة الخائنة لأمتها لم تتراجع عن التطبيع، وهذا يعني أنها في موقع المتواطئ وآخرون من أبناء الأمة في موقع المتخاذل.
ولفت السيد القائد إلى أن مواقف الأنظمة العربية تجاه فلسطين هي نتيجة للخضوع والتبعية، ومحاول الاسترضاء للسياسة الأمريكية، وأن التحرك المتميز في مناصرة الشعب الفلسطيني لمحور القدس والجهاد والمقاومة، حيث وقفت جبهات الإسناد بشكل عملي، مشيرا إلى أن البعض انشغل بالإساءة إلى جبهات الإسناد، وساند العدو الإسرائيلي إعلاميا بشكل مكشوف وواضح ، مؤكدا بأن جبهات الإسناد دعمت الشعب الفلسطيني لأنها قوى متحررة من الهيمنة الأمريكية.
وجدد السيد القائد التأكيد على أن موقف بلدنا رسميا وشعبيا ما كان ليكون بذلك المستوى الصادق والجاد في إسناده للشعب الفلسطيني لولا التوجه المتحرر من الهيمنة الأمريكية.
وأضاف بالقول: من جندوا أنفسهم لأدوات أمريكا في بلدنا لم يتخذوا أي موقف لنصرة غزة رغم سيطرة العدوان على ساحل البحر العربي وباب المندب، مشيرا إلى أن هناك إجماع من جهة الفلسطينيين والأنظمة العربية وحتى عالمي على استهجان ورفض الموقف الأمريكي من تهجير الشعب الفلسطيني من غزة.
وتابع السيد القائد: الموقف الأمريكي من تهجير الشعب الفلسطيني من قطاع غزة عدواني بشع مفضوح، ويعتبر فضيحة بكل ما تعنيه الكلمة، والأمريكي تكلم عن تهجير الشعب الفلسطيني من قطاع غزة ومن ثم يريد أن يحتله، ومن ثم طرح ترامب أنه يريد أن يشتري قطاع غزة وكأنه عقار للمساومة، مؤكدا لأن النظرة الأمريكية استهتار بكل شيء، بالقوانين، بالأنظمة، بالمبادئ، بالقيم، بالأخلاق، ليس عنده أي اعتبار لأي شيء.
الأمريكي والأنظمة العربية
وأكد السيد القائد: الأمريكي يهمه أجندته، مصالحه، وما يحقق أطماعه هو والإسرائيلي معا، وأن من المهم الآن هو الثبات على الموقف، بالنسبة للأنظمة العربية موقفها المعلن تجاه مسألة التهجير من قطاع غزة موقف جيد لكن يجب أن تثبت عليه.
وشدد السيد القائد على الأنظمة العربية ألا تساوم في موقفها أبدا وألا تقايض فيه باتجاهات أخرى عدائية ضد الشعب الفلسطيني وتضر بقضية الشعب الفلسطيني، وأن الأسلوب الأمريكي والإسرائيلي هو أسلوب مخادع يطرح أحيانا سقفا أعلى ثم يدخل أيضا لمقايضات ومساومات على حساب القضية الفلسطينية، وأن الأسلوب الأمريكي يهدف إلى تحقيق مكاسب مرحلية لم ينجح في الوصول إليها، ويجب أن يكون هناك حذر من الأساليب الأمريكية وأن يتجه الجميع للوقفة الصحيحة تجاه ما يطرحه الأمريكي.
وتابع السيد القائد: عندما تطلب أمريكا من الأنظمة التي تتعاون معها طلبا لا يستطاع فهذه فرصة لأن تتعلم أن تقول للأمريكي لا، وأن تخرج من بيت الطاعة الأمريكي، مؤكدا على كل أمتنا بمختلف بلدانها وأنظمتها وقواها أن تتعاون لتتفاهم في إطار الموقف الذي يرفض التوجه الأمريكي بمسألة تهجير الشعب الفلسطيني.
خيار حل الدولتين غير مجدي
وشدد السيد القائد بالقول: يجب أن يمثل الموقف من الأمريكي فرصة لتعزيز التعاون وتقوية الالتقاء لأن يتحول إلى تعاون وتفاهم والتفاف جاد حول الموقف من الأمريكي، وأنه ليس من مصلحة أحد أن يقبل بالموقف الأمريكي من مسألة تهجير الشعب الفلسطيني، وأن الموقف الأمريكي يمثل فرصة للوعي بأن كل الخيارات الأخرى التي تطرحها الأنظمة العربية والزعماء العرب هي خيارات غير مجدية.
وأضاف السيد القائد: إصرار العرب على أن يطرحوا دائما خيار حل الدولتين هو خيار القبول بأن يكون للفلسطينيين جزء ضئيل جدا من فلسطين وأن تصادر بقية فلسطين لصالح العدو الإسرائيلي، مشيرا إلى أن خيار “حل الدولتين” خيار لا ينجح وليس مجديا، ولذلك ينبغي أن يغير العرب سياساتهم أولا تجاه المقاومة الفلسطينية والمجاهدين في فلسطين، ويجب أن تغير الأنظمة العربية سياستها السلبية تجاه المقاومة الفلسطينية وأن تحتضن المجاهدين في فلسطين ماديا وإعلاميا وسياسيا.
وأضاف السيد القائد: ليس في احتضان الأنظمة العربية للمجاهدين في فلسطين أي حرج، فهم يستندون إلى موقف شرعي وإسلامي وديني وإنساني وفق القانون الدولي، مشيرا إلى أن خطورة الموقف الأمريكي الآن على الضفة والعدو الإسرائيلي يرتكب الجرائم فيها ويعتدي في جنين وطولكرم وأماكن أخرى، ويجب أن يكون هناك موقف عربي وإسلامي ضاغط مما يفعله العدو الإسرائيلي في الضفة الغربية وغزة معا.
وشدد السيد القائد على وجوب أن يكون هناك موقف قوي من السفير الأمريكي لدى العدو الإسرائيلي الذي يقول بأنه ستتحقق “نبوءات توراتية” في عهد إدارة ترامب، وما صرح به السفير الأمريكي لدى الكيان يقصد به المشروع الصهيوني الذي يبشر الإسرائيليين بالسيطرة على الضفة ومصادرتها.
السلطة الفلسطينية القمعية
وحول قمع السلطة الفلسطينية أشار السيد القائد إلى أن السلطة الفلسطينية بجهازها القمعي تتعاون للأسف مع العدو الإسرائيلي حتى في هذه الأيام وتواكبه في جنين وطولكرم وغيرها من اعتقالات وخطف وقتل، وأنها عندما تتعاون السلطة الفلسطينية بشكل مباشر مع العدو الإسرائيلي هل هناك أفق سياسي تأمل فيه؟ في ظل التوجه الأمريكي المعلن والمتنكر لكل الحقوق الفلسطينية؟
وأضاف السيد القائد المفروض أن تغير السلطة الفلسطينية من توجهاتها السلبية، فالمرحلة هي مرحلة التوحد والتعاون من الجميع مهما كانت التباينات سابقا.
وأوضح السيد القائد أمام الغطرسة الأمريكية والعدوان الأمريكي والتنكر البشع والمستهجن من كل العالم يجب أن يكون هناك توحّد على المستوى الفلسطيني والعربي والإسلامي، وأن الدول الأخرى على المستوى العالمي لن يرقى استهجانها للطرح الأمريكي إلى موقف عملي لأن هذه المهمة هي مهمة المسلمين.
وتابع السيد القائد: إذا كنا ننتظر من الصين أو من الأوروبيين أو من روسيا أن يقاتل ضد الإسرائيلي وضد الأمريكي من أجل فلسطيني فهذا وهم وسراب، وأن موقف الدول غير العربية والإسلامية قد يصل إلى مستوى متقدم لكن الموقف القوي هو في عهدة المسلمين والعرب.
ولفت السيد القائد: يجب أن يتوحد الجميع على المستوى الفلسطيني والعربي والإسلامي، وأن يكون لهم موقف حاسم تجاه التوجهات الأمريكية، وبإمكان الجميع إذا استعانوا بالله ووحدوا موقفهم أن يُفشلوا التوجه الأمريكي، مشيرا إلى أن البعض يتصور أن أمريكا إذا أرادت شيئا فإنما تقول له كن فيكون ولا يمكن للأمريكي أن يفشل.
ترامب أحمق وغبي
واستغرب السيد القائد قائلا: هل سيشتري ترامب قطاع غزة من أهلها الذين وقفوا وقفة ثابتة وتمسكوا بحقهم على مدى 15 شهرا من إبادة جماعية وعدوان لا نظير له في كل الدنيا؟
وخاطب السيد القائد ترامب: هل تتصور أيها الغبي الأحمق أن أهالي غزة الشرفاء بعد كل صمودهم الذي لا مثيل له والتضحية الكبيرة سيبيعونك وطنهم؟! ممن ستشتري غزة أيها الجاهل الأحمق الأرعن؟! تتعامل كتاجر في كل شيء وتتصور أن الآخرين يساومونك في كل شيء؟!
وأشار السيد القائد إلى أن الظروف مواتية لتوحد موقف العرب والمسلمين بعد أن وصل الأمريكي إلى هذا المستوى من الانكشاف والفضيحة وطلب المستحيل، والظروف مواتية للعرب وللمسلمين وللفلسطينيين أن يتوحدوا في موقفهم ضد مساعي أمريكا لتهجير الشعب الفلسطيني من غزة ومن الضفة ومن أي بقعة في فلسطين، وعلى الإسرائيلي أن يدرك أنه مهما كانت رهاناته على الأمريكي فلن يصل إلى تحقيق أهدافه إن اتجه إلى التصعيد.
العدو الإسرائيلي يماطل
وأوضح السيد القائد بأن العدو الإسرائيلي يماطل في تنفيذ المرحلة الثانية من الاتفاق وإن اتجه إلى التصعيد فسيقابله صمودٌ وثبات من الشعب الفلسطيني، وإن اتجه العدو إلى التصعيد فسيقف أحرار الأمة مع الشعب الفلسطيني، ونحن مستمرون في موقفنا، وأيدينا على الزناد وحاضرون للاتجاه الفوري للتصعيد ضد العدو الإسرائيلي إذا عاد للتصعيد على قطاع غزة.
وأشار السيد القائد إذا عاد كيان العدو للتصعيد، سيعودون إلى حالة وظروف وأجواء الحرب ومخاطرها في الوضع الأمني والعسكري وفي الوضع الاقتصادي نفسه مهما كان الدعم الأمريكي، وليس من مصلحة المجرم نتنياهو أن يتجه إلى عدوان جديد ويتصور أن الأمور ستكون مريحة.
وحول لبنان قال السيد القائد: نرفض باستمرار ما يجري في لبنان ونؤكد على ثبات موقفنا مع إخوتنا في المقاومة الإسلامية في لبنان والشعب اللبناني، وأن الهدف الإسرائيلي من التمديد ومعه الأمريكي كان واضحا هو مواصلة العدوان في تدمير ما بقي في القرى اللبنانية من مساكن ومنازل وتجريف الأراضي الزراعية ، مؤكدا بأنه ليس هناك أصلا أي هدف أو عنوان يبرر الاستمرار في الاحتلال بجزء من لبنان.
وأكد السيد القائد قائلا: نحن إلى جانب إخوتنا في حزب الله ومع الشعب اللبناني وحاضرون في أي مرحلة تصعيد أو عدوان شامل على لبنان، ونقف وقفة كاملة على المستوى العسكري وغيره مع الشعب اللبناني وإخوتنا في المقاومة اللبنانية
بعد الثورة في إيران تحولت إيران إلى أكبر سند لفلسطين
وتوجه السيد القائد بالتهاني والمباركة لإخوتنا في الجمهورية الإسلامية في إيران قيادة وشعبا في ذكرى انتصار الثورة الإسلامية، وانتصار الثورة الإسلامية في إيران كان مكسبا عظيما لشعبها المسلم ومكسبا كبيرا للقضية الفلسطينية.
وأوضح أن نظام الشاه في إيران كان عميلا واضحا لأمريكا و”إسرائيل”، وهذا تغير تماما بانتصار الثورة الإسلامية، حيث تحولت إيران إلى أكبر سند لفلسطين على مستوى الأمة، مشيرا إلى أن الثورة الإسلامية في إيران مكسب للعرب لأن أكبر تهديد على العرب هو العدو الإسرائيلي
وأشار السيد القائد إلى أن الجمهورية الإسلامية في إيران لم تغير موقفها الداعم لفلسطين وسعت باستمرار إلى علاقات ودية وأخوية مع الدول العربية، وأن أمريكا تسعى إلى أن يكون المنطق السائد في العالم العربي، هو اعتبار “إسرائيل” الصديق وإيران الخطر والعدو، وهذا منطق مخادع للعرب
وقال السيد القائد عندما يستجيب البعض للمنطق الإسرائيلي والأمريكي باعتبار إيران هي العدو فهذا هو عين الغباء والسذاجة والضلال، وإذا وصل الإنسان إلى أن يلتبس عليه الحال فلا يميز بين العدو والصديق، فهو أدنى من مستوى الحيوانات، لأن الحيوانات تميز بين أعدائها وأصدقائها .
وتابع: “إسرائيل” بقيت تتحدث عن إيران لفترة طويلة، ثم انتقل منطقها إلى آخرين من العرب، وهذا غباء رهيب جدا والبعض من منطلق العمالة، و”إسرائيل” هي عدو هذه الأمة عدو العرب أولا، لأن خطرها على العرب يصل أولا وتريد احتلال بلدانهم، وعدو لإيران وعدو لكل المسلمين
مرحلة الجنون الأمريكي والترامبي
ولفت السيد القائد: في هذه المرحلة، مع الجنون الأمريكي والترامبي، من واجب المسلمين أن يتفاهموا ويتعاونوا ويلتقوا وتجتمع كلمتهم، وعلى المسلمين أن يلتفوا جميعا حول موقف موحد ضد مساعي أمريكا و”إسرائيل” ومن يتصور أنه سيكسب الأمريكي فهو واهم، مشيرا إلى أن الأمريكي يعتبر من لديه المال منكم ويقدم له المال يعتبره بقرة حلوبا، ومن لا مال له يريد أن يضحي بنفسه بروحه وبحياته وأن يقاتل مع الأمريكي.
وأوضح السيد القائد بأن الأمريكي يريد من بعض الأنظمة العربية أن تقاتل في سبيله بالنفس والمال من أجل خدمته هو والإسرائيلي.
موقفنا ثابت ومبدئي
وحول الموقف اليمني أكد السيد القائد بالقول: نؤكد على موقفنا الثابت المبدئي الإنساني والأخلاقي والديني في نصرة الشعب الفلسطيني ومجاهديه على كل المستويات عسكريا وسياسيا وإعلاميا، وحاضرون حتى للتدخل العسكري في أي جولة تصعيد ضد غزة في أي وقت من الأوقات، ونؤكد على موقفنا الثابت في رفض السيطرة الأمريكية على بلدنا.
وأضاف السيد القائد: سنعمل على الدوام على صون هذا المكتسب العظيم وهو حرية شعبنا واستقلاله، لأن هذا مهم في الكرامة الإنسانية وفي العزة الإيمانية، وتحقق هذا المكتسب العظيم بفضل الله تعالى وبوعي وحركة وثورة شعبنا العزيز وهذه الحرية وهذا الاستقلال سيعم بإذن الله ربوع اليمن، وأن موقفنا هذا ضد الهيمنة الأمريكية وضد السيطرة الأمريكية والذي يعبر عن إرادة شعبنا العزيز وينسجم تماماً مع هويته الإيمانية، وحريتنا دين وعزتنا إيمان ولن نخضع إلا لله تعالى ونحن نعتمد عليه ونتوكل عليه ونثق به.
وقال: موقفنا حاسم وثابت مهما كانت التحديات لأنه يستند إلى أسس لا يمكن التفريط بها ولا المساومة عليها، وندرك المخاطر الحقيقية للسيطرة الأمريكية، وأن ذلك خسارةٌ للدين والدنيا، خسارة لمستقبل أي بلد مهما كان.
وأشار السيد القائد إلى ان الدرس الكبير من ذكرى الهروب المذل للمارينز الأمريكي، وهم يحطمونهم أسلحتهم بأيديهم، أن الشعوب تنتصر عندما تتحرك بإرادة صادقة وتوكل على الله، وأن الأمريكيون هربوا من بلدنا أذلاء وخرجوا ليتآمروا من بعيد وليورطوا الأغبياء ليقاتلوا بالنيابة عنهم ويدفعوا لهم المال في الوقت نفسه.
وأكد أن موقف الأمريكي يعتمد بالدرجة الأولى على الاختراق واستغلال الآخرين، وإلا فهو ضعيف أمام كل شعب يتحرك بإرادة جادة وصادقة وتوكل على الله، وأن لدى شعوبنا كل عناصر القوة لتحقيق الانتصار من الإيمان بالله والانطلاقة وفق توجيهاته بقيم دينها وأخلاقها.
ولفت السيد القائد إلى أن الأمريكيون هربوا أذلاء من اليمن بعد أن كانوا يقفون بطغيان وتكبر، تنحني أمامهم رؤوس كل المسؤولين ويخشعون لهم، ورأينا ثمرة الصمود والاعتماد على الله في موقف الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، بالرغم من الظروف الصعبة للغاية، مؤكدا أن رأس مال الشعب الفلسطيني في قطاع غزة كان الإيمان بالله وبقضيتهم والتمسك بحقوقهم المشروعة، فكانت النتيجة لصالحهم.
وكان قد أكد السيد القائد في مستهل الكلمة بأن ذكرى ثورة الـ 11 من فبراير 2011 كانت ثورة شعبية خرج فيها الشعب اليمني، وأن القوى الخارجية اتجهت وعلى رأسها أمريكا لمحاولة السيطرة على الثورة والمصادرة لإرادة شعبنا اليمني، وتعرضت الثورة لاختراق بركوب الموجة من أدوات الخارج إلا أن ثورة الـ 21 من سبتمبر صححت المسار.