اختفى من خرائط جوجل.. ولكن! معتقل (CECOT) الوجه القبيح للديمقراطية الأمريكية
في أعماق غابات السلفادور، يقبع “معتقل الإرهاب” (CECOT)؛ سجن عملاق بُني ليصبح مقبرةً لحقوق الإنسان تحت شعار “مكافحة الجريمة”. هذا السجن، الذي يوصف بأنه “الأكثر رعباً في العالم”، تحوّل من سجن لمجرمي العصابات إلى أداة قمعية تبتلع أحلام آلاف المهاجرين اللاتينيين الذين لا ذنب لهم سوى البحث عن حياة أفضل.
(CECOT) الجحيم الذي لا يُرى
بُني السجن عام 2023 بسعة 40 ألف سجين، تحت إشراف الرئيس السلفادوري “ناييب بوكيلي”، الذي أشاد العالم بانخفاض جرائم القتل في بلاده بعد إلقاء القبض على 80 ألف شخص خلال حملة قمعية واسعة.
لكن الثمن كان إفراغ السجون من أبسط معايير الإنسانية:
– المساجين يُحشرون في زنازين مكتظة (0.6 متر مربع للفرد)، بلا مراتب أو أدوات طعام، ويعيشون تحت إضاءة صناعية دائمة مع 30 دقيقة فقط خارج الزنازين يومياً.
– يُمنعون من الزيارة أو الاتصال بالعالم الخارجي، وتُجرّد كرامتهم بحلاقة الرؤوس وإلباسهم ملابس داخلية بيضاء أثناء نقلهم كالقطعان.
المفزع أكثر أن هذا الجحيم لم يعد للسلفادوريين فقط! أصبح CECOT مقصداً للمهاجرين اللاتينيين الذين تُرحّلهم إدارة ترامب من الولايات المتحدة دون محاكمة أو أدلة.
ففي مارس 2025، أُرسل 250 فنزويلياً إلى السجن بتهمة الانتماء لعصابات “قطار أراغوا”، دون تقديم أي أدلة قضائية.
عندما تُمحى الجرائم من الخريطة.. حرفياً!
في أبريل 2025، لاحظ نشطاء بقعة غامضة على صور “جوجل إيرث” للسجن، كومة ترابية عملاقة بجانب مبنى، مع بقع حمراء أشبه ببرك دماء. لم تمض أيام حتى اختفت الصورة من الخرائط، تاركةً أسئلة عن مصير آلاف البشر الذين يختفون خلف الجدران.
الوجه المزدوج للديمقراطية الأمريكية
بينما تدين الولايات المتحدة انتهاكات حقوق الإنسان في أماكن أخرى، مثل معاملة حماس للأسرى، أو أفعال اليمنيين الأخلاقية والإنسانية ، أو سياسات الصين وروسيا، فإنها:
– تتعاقد مع سجنٍ تُدينه الأمم المتحدة لانتهاكه معايير حقوق السجناء، وتدفع 6 ملايين دولار “لإيجاره”.
– تُرحّل أبرياء مثل “كيلمار غارسيا”، الذي أُلقي القبض عليه لأن قبّعة “شيكاغو بولز” التي يرتديها اعتُبرت دليلًا على انتمائه لعصابة! وحتى بعد اعتراف الحكومة الأمريكية بخطئها، رفضت إعادته من السجن.
– تستغل الفيديوهات المهينة للمساجين كـ”دعاية انتخابية”، حيث يشارك ترامب ومسؤولون أمريكيون مقاطع تُظهر نقل السجناء مقيدين كالحيوانات، ويثنون على “نجاح” سياسات الهجرة القاسية.
– تصدر الفوضى والإرهاب إلى الشرق الأوسط، وتدعم القاعدة والجماعات الإرهابية، و تشن عدواناً غير مبرر على اليمن، وتدعم الإبادة الجماعية بحق الشعب الفلسطيني في غزة.
ومع ذلك، عندما تفعل أمريكا نفس الانتهاكات المزعومة — بل وأبشع — لا أحد يحاسبها! لا قوانين، لا عقوبات، لا محاكمات.. فقط صمت الغرب وتطبيل إعلامه.