أكبر عدوان ثلاثي على اليمن: أهداف مكرَّرة… والردع لا يترمّم

بعد العدوان الثلاثي الإسرائيلي – الأميركي – البريطاني الواسع، الذي استهدف حرف سفيان في محافظة عمران، والغارات الإسرائيلية التي طاولت البنى التحتية المدنية في صنعاء ومحافظة الحديدة، أمس، توعّدت صنعاء برد موجع، مؤكدة أن العدوان لن يمرّ من دون عقاب، ولن يثني اليمن عن الوقوف إلى جانب الشعب ومقاومته في قطاع غزة. وأكدت حكومة صنعاء، في بيان نشرته وكالة «سبأ» الرسمية، أن القوات اليمنية قادرة على الدفاع عن البلد ومقدراته. ورأت أن «تزامن العدوان مع التوافد المليوني إلى ميدان السبعين في صنعاء لمساندة غزة، يؤكد مدى انزعاج العدو من الفعاليات الشعبية الداعمة لغزة»، مضيفاً أن استهداف العدوان الإسرائيلي محيط ميدان السبعين لم يثن المشاركين في الميدان عن مواصلة تواجدهم.

وأوضح مصدر أمني في صنعاء، بدوره، لـ»الأخبار»، أن «الكيان الإسرائيلي استهدف محطة كهرباء منطقة حزيز جنوب العاصمة بثماني غارات جوية، ومحيط ميدان السبعين بغارة واحدة»، مضيفاً أن «الغارات على حزيز أدت إلى إصابة واحدة بين العاملين، وألحقت دماراً كبيراً بالمحطة التي سبق أن تعرضت لثلاث هجمات إسرائيلية سابقة». وبالتزامن، استهدفت ست غارات إسرائيلية ميناء الحديدة، فيما طاولت سلسلة غارات أخرى ميناء رأس عيسى الواقع في سواحل مدينة الحديدة، تركزت على خزانات وقود سبق للكيان استهدافها منتصف تموز الماضي. وقبل ذلك، استهدف عدوان إسرائيلي – أميركي – بريطاني مشترك بـ 12 غارة مديرية حرف سفيان في محافظة عمران، في ثالث عدوان تتعرّض له المنطقة منذ منتصف الأسبوع الماضي.

إحدى الغارات استهدفت محيط ميدان السبعين في صنعاء أثناء توافد مليوني للتضامن مع غزة

وعلى الرغم من أن هذا العدوان يعدّ الأوسع منذ عام، إلا أنه لم يحقّق النتيجة المرجوّة منه على ما يبدو. فالكيان الإسرائيلي الذي توعّد بتدمير البنية التحتية اليمنية، واستخدم 20 طائرة حربية من طراز «إف 35»، ألقت نحو 50 قنبلة على اليمن، وفقاً للإعلام العبري، فشل للمرة الرابعة في تحقيق أي أهداف عسكرية. وفي الوقت الذي يرى فيه الكيان أن استهداف محطة حزيز إنجاز عسكري، على الرغم من أنها منشأة مدنية، إلا أن المحطة التي كرّر استهدافها لمرات منذ أشهر، تزوّد العاصمة بنحو 20 ميغاواط من الكهرباء كحدّ أعلى، بعدما تراجعت قدراتها خلال سنوات العدوان السعودي – الإماراتي، فضلاً عن أن استهدافه ميناء الحديدة الذي سبق ضربه، يأتي في إطار جرائم الحرب كونه ميناء متخصّصاً باستقبال الشحنات الإنسانية التي تصل من قبل الأمم المتحدة والقطاع الخاص. وأكد وزير الإعلام في صنعاء، هاشم شرف الدين، في تصريح في أعقاب العدوان على الميناءين، استقرار الوضع التمويني للمشتقات النفطية، وعدم تضرر مخزون النفط.

ويأتي العدوان والتهديد اليمني بالرد عليه، في وقت وضعت فيه قوات صنعاء بنك أهداف يشمل محطات الطاقة التابعة للكيان، والتي لا تقل قدرة أصغرها عن 1300 ميغاواط، وهو ما سبق إثباته خلال الأيام الماضية، عندما اعترفت إسرائيل بتعرّض عدد من محطات الكهرباء في تل أبيب وعسقلان وبالقرب من حيفا لهجمات صاروخية يمنية. وأكد المتحدث باسم قوات صنعاء، العميد يحيى سريع، مساء أمس، تنفيذ سلسلة عمليات عسكرية ضد العدوين الأميركي والإسرائيلي خلال الساعات الماضية. وأعلن، في بيان تلاه وسط حشود ميدان السبعين، استهداف حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» وعدد من القطع الحربية التابعة لها شمال البحر الأحمر بعدد من الصواريخ والمسيّرات، للمرة الرابعة منذ أواخر الشهر الماضي. وأشار إلى أن «العملية أفشلت هجوماً جوياً جديداً ضد بلدنا انطلاقاً من ترومان، وتم إجبارها على مغادرة منطقة شمال البحر الأحمر». وفي البيان نفسه، تحدّث سريع عن تنفيذ سلاح الجو المسيّر عملية هجومية جديدة في عمق الكيان الإسرائيلي، مساء أول من أمس، وقال إن العملية التي نفذت بثلاث طائرات مسيّرة طاولت أهدافاً حساسة في تل أبيب، وهو ما أكده الإعلام العبري، فجر أمس، فيما زعم جيش الاحتلال أنه اعترض الطائرات الثلاث

رشيد الحداد

قد يعجبك ايضا